01 - 06 - 2025

عجاجيات| قيس ومحبوبته خضرا

عجاجيات| قيس ومحبوبته خضرا

غنى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لقيس وليلى من كلمات أمير الشعراء أحمد بك شوقى... وغنى عبدالوهاب بحس ونفس شعبى مميز يليق برقى فنه لخضرة (مين زيك عندي ياخضرة) وهى من الأسماء الشائعة بين بنات الريف والطبقة الشعبية وأحسب أن من هم فى سنى يتذكرون بكل التقدير الفنانة خضرة محمد خضر التى وقع فى غرام فنها الشعبى الأصيل الكاتب والأديب والفنان زكريا الحجاوي.

وأظن أن من حقى ومن واجبى فى آن واحد (بين الأخوة الأشقاء تتلاشى الخطوط الفاصلة بين الحق والواجب) أن اعبر عن مشاعرى تجاه قيس سعيد ومحبوبته ومعشوقته تونس الخضراء... من حقى وواجبى أن اهنئه برئاسة تونس بعد انتخابات حقيقية نظيفة ونزيهة بشهادة كل منافسيه.. ومن حقى وواجبى أن ابدي اعجابى الشديد ببلاغته ولغته العربية السليمة التى تخلو من اللحن والعجم.

وأصارحكم أننى اتابع بكل الإعجاب خطواته... صفقت له عندما قدم إقرار ذمته المالية بالتفصيل.. صفقت له عندما تناول قهوة الصباح بين الناس فى مقهى من أوسط المقاهى... صفقت له عندما تعامل بكل الحب والاحترام مع جيرانه الذين احاطوا به وأطلقوا الزغاريد عندما خرج من منزله لأداء اليمين الدستورية أمام البرلمان.. صفقت له عندما طلب من قرينته التخلى عن وظيفتها المرموقة كقاضية طوال فترة رئاسته منعا للوقوع فى الحرج واتقاء للشبهات.. وصفقت له عندما أدى صلاة الجمعة وسط أبناء شعبه بصورة عادية.. وصفقت له عندما استقبل فى باكورة عمله الرئاسى كل التيارات والقوى السياسية وسعدت باستقباله للقروي منافسه الأساسى فى الانتخابات.

ومن حقى وواجبى فى آن واحد أن أقدم بعض النصائح لمن أحببته وصفقت له ومن أتمنى له النجاح من كل قلبى.

سيادة الرئيس قيس سعيد عليك بالبطانة الصالحة.. انتق بعناية من يحيطون بك.. لا تبتهج بمن يقولون لك ما تود سماعه بل ابحث وتمسك بمن يقولون لك ما يرونه حقيقة ومصلحة للبلاد وان اسمعوك ما لا تود أو تتوقع سماعه.

تخلص ممن يقولون لك أنت عبقري وأنت فيلسوف ومفكر العصر.. تمسك بأن تكون نفسك المتواضعة التى تحترم وتقدر خبرات الآخرين وتنزل الناس منازلهم.. وإياك أن تعتبر نفسك كبير المهندسين وكبير الأطباء وكبير الاقتصاديين.. اسأل واستشر أهل الخبرة والاختصاص.

سيادة الرئيس قيس سعيد طف تونس كلها من أقصاها إلى اقصاها.. احرص ما استطعت على تلمس نبض الشعب بنفسك ولا تجعل بينك وبين الناس حجابا.

كن رئيسا لكل التونسيين من أيدوك ومن عارضوك ومن سيعارضونك.. تعامل مع المعارضة كمنارة تضيء لك الطريق اذا أظلم عليك.

واعلم سيادة الرئيس أن لكل أجل كتاب وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك.. اجعل من قلوب أبناء تونس الحراسة الشخصية اللصيقة لك

كن كالقدر مثلما قال أبو القاسم الشابى واستجب لإرادة الشعب، صاحب الفخامة والمعالى والسيادة.. امض قيس، وفقك الله وسدد خطاك على طريق الحق والخير والعدل والازدهار لتونس الخضراء.
---------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | مستقبل مصر